مقال
صحفي
عند
الحديث عن المعلم المقصر , هلا تساءلنا عن مهامه أولا ؟
في ظل تحديات الوقت وسرعة التطور والحداثة
التي نعيشها , وكثرة التغيرات , والتحولات , وبروز العديد من القضايا الاجتماعية
ولعل من أهمها تغير نظرة المجتمع للمعلم .
كان المعلم يلاقي احتراما كبيرا , واختلفت
هذه النظرة عبر الأزمنة والأوقات , فكان الوجيه في قومه , وكانت المعلمة سيدة
تحترم وتقدم في المجالس وذات رأي يقدر .
اختلفت هذه النظرة اختلافا كليا , وذلك
الاختلاف لو كان بسيط لكان أمر طبيعيا وليس غريبا تبعا لسرعة التغير المجتمعي
والمعطيات الحديثة , لو كان التغير عقلانيا ووسطي حيث لا يكون مبالغة في التقدير
أو اجحاف , إنما التغير لم يكن بسيطا , واصبحت نظرة المجتمع للمعلم عكسية ومغايرة
لما كانت عليه بالماضي الغير بعيد .
فقد ينظر للمعلم اليوم نظرة يملئها التهكم
والاستخفاف بالمهنة , والتقليل من شأن المعلم , بل وهناك ما هو أسوء حيث أصبحت
هناك آراء تعمم عن المعلم , مثل أن نسمع مقولة " أن أغلب المعلمين لا
يستطيعون أداء عملهم وواجبهم , وأن قلة قليلة فقط من تستطيع فعل ذلك , ويتواصى
أفراد المجتمع بنشر هذا الفكر وتعميمه , بل نجد أن البعض عند حديثهم عن التعليم
يذكرون أنه لا يوجد معلمين بل وأنهم لا يستحقون أجورهم وأنهم , وأنهم .....
ومنذ حين قريب خرج أحد المؤثرين في الأعلام على
قناته لينعت أحد المعلمات بالبخل لعدم تعزيز طفلة من حسابها الخاص , في حين أن هذا
الخبر لم يتأكد من صحته ودقة بياناته , ولكنه أستمرئ على الحديث والنقد بدون تحقق
, ولكن المحزن في الأمر أن الناس تناقلت الخبر بشغف وساعدوا في نشره وعندما تبين
العكس وأنه ليس بصحيح , تجاهلوا الأمر ولم يرد اعتبار المعلمة .
لماذا تهدر حقوق المعلم ويستهان به ؟
لكن إن علم الناس أدوارهم جيدا لما انتقص
أحدهم الآخر بدون وجه حق , لابد من أن تعرّف مهام المعلم للعامة وتنشر ليعم الوعي
بمهام المعلم وواجباته وما طلب منه بالتحديد , ليتبين للجميع أن ما يدعونه بالمقصر
الناقص فقد عمل الكثير من المهام لم تكن يوما جزءا من مهامه , وأن لم يفعلها أصبح
ملام لتركها ... عجبا .
بقلم : سامية محمد المولد
الابتدائية 109 بالمدينة